

كما عودت الجمعية السورية لحماية الحياة البرية عشاقَ الطبيعة على تنفيذ النشاطات التي تحثُّ كافة شرائح المجتمع على حماية المحيط الحيوي الذي يعيش ويعتمد عليه الإنسان في كل مقومات حياته، فقد أقامت الجمعية السورية لحماية الحياة البرية، وبرعاية الدكتورة نظيرة فرح سركيس وزيرة الدولة لشؤون البيئة، وبالتعاون مع المشروع الإقليمي لحماية الطيور الحوامة المهاجرة احتفالية بمناسبة اليوم العالمي للطيور المهاجرة بعنوان: أهمية المسارات الرئيسة للطيور الحوامة المهاجرة. في محافظة اللاذقية، بتاريخ الأحد 10 تشرين الثاني 2013
وهدفت الورشة إلى تعريف شرائح المجتمع كافة بأهمية مكونات التنوع الحيوي وأنواعه في الحفاظ على النظم البيئية وتحقيق التوازن البيئي. فعلى سبيل المثال، إن الحفاظ على أنواع الطيور سيؤدي إلى التخفيف من استخدام المزارعين للمبيدات الحشرية وبالتالي التخفيف من النفقات التي سيدفعها المزارعون والتخفيف أيضاً من تأثير هذه المبيدات على بقية مكونات التنوع الحيوي وبالأخص المفيدة للدورة الزراعية كالحشرات التي تساعد على تلقيح الأزهار وكذلك غيرها من الحشرات التي تشكِّل الأعداء الحيوية للعديد من الأوبئة الزراعية.

وعلى ذلك فقد تمت دعوة ممثلين عن الجهات الوطنية المعنية في قطاعات الزراعة والبيئة والسياحة وبعض الجمعيات الأهلية في محافظتي اللاذقية وطرطوس والتي يمكنها أن تلعب دوراً في حماية الطيور المهاجرة العابرة في سورية عبر عنق زجاجة هجرة الطيور ذهاباً وإياباً؛ والتي تشكل ممراً لها سماءُ الجبال الساحلية. دعيت كل هذه الجهات لتسمِّي ممثليها للمشاركة في هذا النشاط ولفت الاهتمام والأنظار إلى الأخطار التي تهدد هذه الأنواع المهاجرة (أثناء عبورها) من جراء الاستخدامات الزراعية غير الرشيدة مثل استعمال الطعوم السامة أثناء عمليات مكافحة الآفات الزراعية، أو ممارسات الصيد غير المسؤول لهذه الأنواع التي تزور سورية أثناء مرورها في أجوائها. لذلك فإن هذا سيسلط الضوء على الحاجة إلى حماية هذه الطيور الزائرة والعابرة وموائل استراحتها أو استعمالها بشكل مدروس بما يحقق الفائدة للمجتمع دون إلحاق الضرر والأذى بهذه الأنواع ومجتمعاتها.
تُعد منطقة قمم الجبال الساحلية في منطقة صلنفة التابعة لمحافظة اللاذقية الموقع الوحيد في سورية والمعتمد ضمن مواقع عنق الزجاجة العالمية لهجرة الطيور حيث تجتمع وتتلاقى الطيور القادمة من شمال سورية وشمال شرقها وشمال غربها لتعبر سورية ولبنان وفلسطين والأردن عند مرورها في مسارات الهجرة ضمن منطقة الشرق الأوسط نحو الجنوب في الخريف أو عكس ذلك نحو الشمال في الربيع.
