إدارة الصيد:
يُعدّ الصيد البري ثاني نشاط بشري لجأ إليه الإنسان منذ أن خلقه الله على هذا الكوكب؛ وذلك بعد مرحلة الجمع والالتقاط (جمع الفواكه والثمار)، انطلق بعدها ليضيف نشاطاً آخر وهو الصيد البري. وقد استخدم الإنسان في بداياته وسائل الصيد البدائية من عصا وحجر، ثم انتقل إلى السهم والرمح، بعدها لجأ إلى نصب الفخاخ والشراك، وهكذا إلى أن تنوعت وسائل الصيد والتعقب بشكل كبير ومرعب (الشباك والدبق ووسائل الخداع والأسلحة النارية). لكن الانسان لم يكتفِ بصيد البر فانتقل أيضاً إلى المياه العذبة والملحة ليصطاد منها ما يقتات عليه ويؤمِّن له استمراريته على سطح الأرض، ثم اتسع في ذلك ليستعمل الأساليب الضخمة والجارفة في الصيد والأدوات غير الانتقائية التي تخل بالتوازن البيئي والحيوي غالباً إن لم تتم مراقبتها.
ولابد من الإشارة أن الصيد استمر وحتى نهاية القرن الثامن عشر نشاطاً إنسانياً متوازناً ورحيماً بالطبيعة والكائنات الحية التي يعتمد عليها الانسان في غذائه ومستلزمات حياته الأخرى، وكان يهدف في معظمه إلى تأمين مستلزمات البشرية من الغذاء، رافقه في ذلك تطور النشاط الزراعي وتدجين الحيوانات التي نسميها الآن الحيوانات الداجنة.
لكن مع التطور المرعب لوسائل الصيد ووسائل النقل وزيادة التعداد السكاني، فقد أصبح الصيد أحد أكبر الأخطار التي تهدد بقاء الأنواع البرية من طيور وحيوانات، ولم يعد هدف الصيد هو الحاجة أو تأمين استمرار حياة البشر بل أصبح في معظمه عبارة عن رياضة أو قنص كنوع من الرفاهية والتفاخر دون أخذ أي اعتبارات للحفاظ على الأنواع أو التوازن البيئي أو الرفق بالحيوانات. وبالرغم من وجود قوانين تحكم وتنظم الصيد البري في معظم دول العالم، إلا أن مستوى تطبيقها بشكل فعلي يتراوح من التطبيق الصارم كما في بعض الدول الأوروبية والمتقدمة ليصل إلى حدودٍ دنيا خاصة في دول العالم الثالث والدول الفقيرة أو التي تفتقد إلى مقومات الاستقرار.