التنوع الحيوي البحري والشاطئي
- تميزت سورية عبر العصور بتنوع جغرافي ومناخي كبيرين من حيث الحرارة، والشروط المناخية والطبيعة الجغرافية والمجتمعات النباتية، كل ذلك سمح بوجود تنوع جيد نسبياً في النظم البيئية والأنواع النباتية والحيوانية. وامتد ذلك الأثر نسبياً ليشمل المنطقة الشاطئية من سورية، حيث يبلغ طول الساحل السوري 183كم. ويمتد من الشمال إلى الجنوب على شكل خطٍ قليل التعرج نسبياً، مع محدودية في وجود الرؤوس والخلجان الواضحة فيه عموماً.
- تتمتع البيئة المائية البحرية في سورية بخصائص فیزیائیة وكیمیائیة وحیویة تؤثر على حجم وتركيب وزيادة التنوع الحيوي البحري (المخزون الحيوي). تُعدُّ المياه السورية فقيرة بالتنوع الحيوي البحري عموماً، والثروة السمكية خصوصاً، لعدة أسباب منها: أن البحر المتوسط بحر شبه مغلق فهو لا يتصل إلا عن طريق مضيق جبل طارق بالمحيط الأطلسي وعن طريق قناة السويس بالبحر الأحمر. كما أن لديه موازنة سلبية أي أن الفقد المائي الناجم عن التبخر أكبر من كمية المياه الواردة إليه من الأمطار والأنهار، وهذا أحد الأسباب المهمة لارتفاع معدل الملوحة فيه وخاصة في الجزء الشرقي من المتوسط كالمياه السورية حيث تصل درجة الملوحة إلى 40‰ وما ينتج عن ذلك من قلة الغذاء المتوفر للأسماك. إضافة إلى التغير في تركيب التنوع الحيوي المائي في المنطقة نتيجة قدوم أسماك محبة للملوحة والحرارة من البحار المجاورة، بالإضافة لانعدام الخلجان وانعدام البحيرات الشاطئية على الساحل السوري، والتي تمثل أفضل الأماكن لنمو وتكاثر عدد هام من الأسماك والأحياء البحرية، وقلة الوارد المائي من الأنهار إلى البحر وبالتالي قلة العناصر المغذية، وقصر الساحل السوري وضيق الرصيف القاري في أغلب مناطق الساحل السوري.
- ومن أجل العمل على الحفاظ أو زيادة الثروة السمكية من خلال توفير ملاذ آمن للتنوع الحيوي البحري كان لابد من إقامة المحميات البحرية والشاطئية في الساحل السوري من بين العديد من المناطق المهمة للتنوع الحيوي البحري و المناطق المهمة للثدييات البحرية حيث يُمنع في المحميات أي نشاط بشري باستثناء ما يتعلق بالبحث العلمي أو السياحة البيئية أحياناً.
- لحماية التنوع الحيوي البحري لابد من مكافحة الصيد البحري الجائر من ديناميت والصيد الجارف والصعق الكهربائي والسموم من خلال تحديث قوانين حماية الأحياء البحرية وتطبيقها بالشكل الصارم. إضافة إلى ذلك يجب العمل على نشر الوعي لدى كل شرائح المجتمع وخاصة الصيادين حول أهمية استدامة الموارد الطبيعية وأهمية الالتزام بالقوانين المنظمة للتعامل مع الثروات الطبيعية وذلك بعقد ندوات بهدف التوعية والتعريف.