الأراضي الرطبة هي المكان من اليابسة الذي تغطيه المياه، سواء المياه المالحة أو العذبة أو ما بينهما، مثل المستنقعات والبرك، وحواف البحيرات والبحار أو المحيطات، مناطق الدلتا عند مصبات الأنهار، والمناطق المنخفضة التي تفيض بشكل متكرر. تشكل الأراضي الرطبة موئلاً خاصاً يجذب مجموعة واسعة من أشكال الحياة البرية والمائية ويحتوي على تنوع حيوي مميز وعلى مدار السنة؛ إضافة إلى كون هذه المواقع محطات راحة وتغذية للعديد من أنواع الطيور المائية المهاجرة.
التنوع الحيوي (البيولوجي): عرفت الاتفاقية الدولية للتنوع الحيوي (البيولوجي) المنبثقة عن قمة الأرض (الريو 1992) هذا التنوع بأنه التنوع في الكائنات الحية (النباتية، الحيوانية، الأحياء الدقيقة) والقاطنة لكل الموائل البرية (الغابية، السهبية، البوادي، الصحارى…….) والمائية (البحرية والعذبة) والمنظومات البيئية. ويشمل هذا التعريف التنوع داخل الأنواع، والتنوع بين الأنواع والنظم البيئية. وبشكل أبسط يعرف التنوع الحيوي (البيولوجي) بأنه الكائنات الحية الكونية متضمنة تركيبها الوراثي الذي هو سبب وجودها وتشكلها.
يمثل التنوع الحيوي(البيولوجي) الرأسمال والمورد الحيوي الطبيعي الوحيد القابل للتجدد في الكرة الأرضية وهو أساس الوجود المادي والمعنوي للإنسان فهو مصدر غذاءه ودواءه ورفاهيته ومنه يتعلم الإنسان المعاني الأخلاقية والجمالية والروحية والثقافية العميقة وفي أحضان هذا التنوع ينمو الفرد ويترعرع ويستلهم كل نشاطاته وابتكاراته الجسدية والذهنية.
يُعدّ الصيد البري ثاني نشاط بشري لجأ إليه الإنسان منذ أن خلقه الله على هذا الكوكب؛ وذلك بعد مرحلة الجمع والالتقاط (جمع الفواكه والثمار)، انطلق بعدها ليضيف نشاطاً آخر وهو الصيد البري. وقد استخدم الإنسان في بداياته وسائل الصيد البدائية من عصا وحجر، ثم انتقل إلى السهم والرمح، بعدها لجأ إلى نصب الفخاخ والشراك، وهكذا إلى أن تنوعت وسائل الصيد والتعقب بشكل كبير ومرعب (الشباك والدبق ووسائل الخداع والأسلحة النارية). لكن الانسان لم يكتفِ بصيد البر فانتقل أيضاً إلى المياه العذبة والملحة ليصطاد منها ما يقتات عليه ويؤمِّن له استمراريته على سطح الأرض، ثم اتسع في ذلك ليستعمل الأساليب الضخمة والجارفة في الصيد والأدوات غير الانتقائية التي تخل بالتوازن البيئي والحيوي غالباً إن لم تتم مراقبتها.
ولابد من الإشارة أن الصيد استمر وحتى نهاية القرن الثامن عشر نشاطاً إنسانياً متوازناً ورحيماً بالطبيعة والكائنات الحية التي يعتمد عليها الانسان في غذائه ومستلزمات حياته الأخرى، وكان يهدف في معظمه إلى تأمين مستلزمات البشرية من الغذاء، رافقه في ذلك تطور النشاط الزراعي وتدجين الحيوانات التي نسميها الآن الحيوانات الداجنة.
لكن مع التطور المرعب لوسائل الصيد ووسائل النقل وزيادة التعداد السكاني، فقد أصبح الصيد أحد أكبر الأخطار التي تهدد بقاء الأنواع البرية من طيور وحيوانات، ولم يعد هدف الصيد هو الحاجة أو تأمين استمرار حياة البشر بل أصبح في معظمه عبارة عن رياضة أو قنص كنوع من الرفاهية والتفاخر دون أخذ أي اعتبارات للحفاظ على الأنواع أو التوازن البيئي أو الرفق بالحيوانات. وبالرغم من وجود قوانين تحكم وتنظم الصيد البري في معظم دول العالم، إلا أن مستوى تطبيقها بشكل فعلي يتراوح من التطبيق الصارم كما في بعض الدول الأوروبية والمتقدمة ليصل إلى حدودٍ دنيا خاصة في دول العالم الثالث والدول الفقيرة أو التي تفتقد إلى مقومات الاستقرار.
التوعية البيئية
تكمن أهمية التوعية البيئية من القناعة أن الإنسان قد تكون له سلوكيات خاطئة تجاه البيئة مسبباً المخاطر الكبيرة على البيئة ونظمها المختلفة والأنواع الطبيعية فيها. ومن الضروري إعطاء الأولوية من كافة الجهات المعنية ومن ضمنها الجمعيات الأهلية ذات الاهتمام بالشأن البيئي في مسعىً لرفع الوعي البيئي للأفراد والجماعات. حيث يتم ذلك ضمن التعاون الوثيق وتضافر كافة الجهود بين المؤسسات والجهات الحكومية والجهات غير الحكومية وكذلك بين الهيئات الوطنية والاقليمية والدولية العاملة في هذا المجال من خلال مساهماتها في أنشطة وبرامج التوعية البيئية بهدف تغيير سلوكيات الإنسان وتوجهه في التعامل والاحتكاك مع البيئة.
إن عملية التوعية بأنشطتها وبرامجها المتنوعة تعد عنصراً أساسياً من ضمن جهود حماية البيئة وصونها واستخدامها بشكل مستدام من أجل تغيير سلوكيات الإنسان التي تهدد البيئة. إن الوعي البيئي كمفهوم هو إدراك الفرد بأن سلوكه سيكون له تبعات مختلفة سواء على المدى القصير أو الطويل وبالتالي فإن تنمية السلوكيات الصحيحة لديه تجاه البيئة هي الغاية القصوى من هذا العمل.
يجب علينا أن ندرك أن الوعي البيئي ليس بالأمر الفطري لدى الكثير من الافراد وإنما هو أمر مكتسب ويمكن غرسه في هؤلاء الناس وتعديل سلوكهم تجاه البيئة وهذا يتم من خلال أنشطة وفعاليات التوعية البيئية وبرامجها المختلفة وعلى مختلف الاصعدة والاتجاهات.
تسعى الجمعية للقيام بأنشطة التوعية حيثما أمكن ذلك من أجل رفع المستوى البيئي وذلك من خلال منظورها الذي يتجسد في رسالتها ورؤيتها وأهدافها الاستراتيجية.
تتبنى الجمعية السورية لحماية الحياة البرية رؤية استباقية في قطاع العمل السياحي؛ هذه الرؤية ستؤدي إلى تهيئة فرص عمل جديدة للمجتمعات المضيفة لهذه الأنشطة؛ وإلى تعزيز البنية التحتية والخدمات الوطنية بشكل مسؤول؛ وكذلك إلى التقليل من التأثيرات السلبية على الإنسان والطبيعة
تدعو الجمعية إلى تبنّي رؤية السياحة البيئية في سورية؛ بما يعزز القيام بالرحلات المسؤولة إلى المواقع الطبيعية؛ مع الاستمرار في الحفاظ على الطبيعة والقيم المحلية والتراث. كما تتطلع الجمعية إلى قيام تفاعل ايجابي تام للزوار الزوار والسائحين مع المجتمعات المحلية في المواقع الطبيعية السورية؛ ما سيهيئ الفرصة إلى تكوين سياحة بيئية إيجابية تقدم خدمات بيئية واقتصادية واجتماعية في المجتمعات المستهدفة.
تعد سورية وجهة سياحية متميزة غنية بالثقافة والنظم البيئية مع تنوع فريد في المجتمعات المحلية المضيافة. في العام 2010، زار سورية 8.5 مليون سائح مما حقق عائدات سياحية بقيمة 8.4 مليار دولار أي ما يمثل حوالي 14 ٪ من الناتج الوطني المحلي الإجمالي. وخلال الفترة 2004-2011؛ لعبت الجمعية دوراً رائداً في دعم أفكار وتعزيز أنشطة السياحة البيئية في سورية.
وبحلول عام 2020؛ تجاوزت خسائر قطاع السياحة بكافة أشكالها عموماً (بسبب الأزمة في سورية) ما يقارب 2.3 تريليون دولار مع دمار عام للمواقع التاريخية والدينية؛ وكذلك في المرافق السياحية؛ إضافة إلى ضياع الوظائف في هذا القطاع. رغم أن التقييم الاقتصادي للخسائر في الموارد الطبيعية لم يتم تحديده بعد.
ومع ذلك، فإن الجمعية لا زالت مهتمة بالسياحة البيئية في هذا الوقت أكثر من أي وقت مضى، وتعتبرها أداة رئيسية للمساهمة في الاستعادة المادية وغير المادية لمكونات التراث التاريخي والطبيعي والمجتمعات المحلية والدورة الاقتصادية عموماً.